المدارس الفرنسية العربية
الفرنسية في جمهورية غينيا
مالك محمد باتي بالدي
المدارس الفرنسية العربية الفرنسية في غينيا:
المدارس العربية الفرنسية هي: المدارس
المزدوجة التي تدرّس اللغة العربية
والتربية الإسلامية في التعليم الحكومي العام في الدولة أو المدارس الإسلامية التي
تُدرج مناهج التعليم الحكومي في مدارسها.
المدارس التي تدرس اللغة العربية والعلوم
الشرعية في غينيا تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي:
1.المدارس العربية الفرنسية الحكومية:وهي
المدارس التي تحت تصرف الحكومة الغينية ورعايتها، ولكنها تتميز بتعليمها اللغة
العربية والعلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية باللغة العربية بجانب المقررات الحكومية التي تدرس بالفرنسية،
ولها كل ما للمدارس الحكومية من حقوق وواجبات من قبل الحكومة الغينية.
وأول
مدرسة على هذا النحو مدرسة الشيخ محمد فاديقا في منطقة كنديا1].
ويعتبر هذا الشيخ -رحمه الله- المؤسس الأول للمدارس العربية الفرنسية في غينيا.
2.المدارس العربية الفرنسية الأهلية:وهي
المدارس الخصوصية وعادةً تكون للجمعيات الإسلامية، ونادرًا ما تكون للأفراد، وهي
تحت متابعة الحكومة، وتدرس المقررات الحكومية.
والفرق
بينها و بين المدارس الحكومية أنها تتولى أمور إدارتها بنفسها من غير تدخل الجهات
الرسمية في شؤونها الداخلية من رواتب المدرسين وترميم المدرسة وغيرها،وتكون
الدراسة فيها بمقابلٍ يدفعه الطلاب شهرياً، والحكومة تساعد هذه المدارس بمساعدة
مقطوعة في كل سنة مرة واحدة،وطلابها يشاركون الامتحانات الرسمية في الدولة ويحوزون
على الشهادات الرسمية الحكومية.
3.المعاهد الإسلامية: وهي المدارس التي تتوسعفي
تدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية،وتكتفي باللغة الفرنسية وبعض المواد
الضرورية كالرضيات و غيرها، وهي لا تلتزم بالمقررات الحكومية ولا تشارك الاختبارات
الرسمية الحكومية.
والحكومة
لا تعترف بشهاداتها ولكنها لا تمنعها عن مزاولة
نشاطها،وهذه المدارس أهلية وتكون تحت المؤسسات أو الجمعيات والهيئات
الإسلامية. والدارسة في بعضها بالمقابل وفي بعضها بالمجان.
والمدارس
التي تدرس اللغة العربية وعلوم التربية الإسلامية تنقسم إلى:
أولاً: المدارس الحكومية:
التسلسل
|
اسم المدرسة أو المعهد
|
المرحلة
|
المقر
|
1
|
معهد ماتم العربية الفرنسية
|
الثانوية
|
كوناكري
|
2
|
معهد بيسيا العربية الفرنسية
|
الإعدادية
|
كوناكري
|
3
|
معهد سيمبايا العربية الفرنسية
|
الإعدادية
|
كوناكري
|
4
|
معهد التعليم العربي الفرنسي
|
المراحل الثلاث
|
كنديا
|
5
|
معهد ألفايايا العربي الفرنسي
|
المراحل الثلاث
|
كانكان
|
6
|
معهد التعليم العربي الفرنسي
|
المراحل الثلاث
|
لابي
|
7
|
معهد النصر الدين الإسلامي
|
الابتدائية والإعدادية
|
لبي طبري
|
ثانياً: المدارس الأهلية:
التسلسل
|
اسم المدرسة أو المعهد
|
المرحلة
|
المقر
|
1
|
معهد عمر بن الخطاب الإسلامي
|
المراحل الثلاث
|
كوناكري
|
2
|
معهد جمعية النصر الإسلامي
|
المراحل الثلاث
|
كوناكري
|
3
|
معهد المنار الإسلامي
|
المراحل الثلاث
|
كوناكري
|
4
|
معهد بدر الدين الإسلامي
|
المراحل الثلاث
|
كوناكري
|
5
|
معهد المعتصمين بحبل الله
|
المراحل الثلاث
|
كوناكري
|
6
|
معهد أم القرى
|
المراحل الثلاث
|
كوناكري
|
7
|
معهد إعداد الأئمة والدعاة
|
معهد عال
|
كوناكري
|
8
|
معهد التعليم العربي الفرنسي
|
الابتدائية والإعدادية
|
كوناكري
|
9
|
مدرسة المحمدية
|
الابتدائية والإعدادية
|
كويا
|
10
|
معهد الأخوة الإسلامية
|
المراحل الثلاث
|
مامو
|
11
|
معهد دار الشريعة الإسلامية
|
المراحل الثلاث
|
كانكان
|
12
|
معهد
دار الخليل السلفية
|
المراحل الثلاث
|
كانكان
|
13
|
معهد رابطة المدارس الإسلامية
|
الابتدائية والإعدادية
|
كانكان
|
14
|
معهد العلوم الإسلامية
|
الابتدائية والإعدادية
|
بيلا
|
15
|
معهد سبل السلام
|
الابتدائية والإعدادية
|
جاكوليدو
|
16
|
معهد أبي بكر الصديق الإسلامي
|
المراحل الثلاث
|
نزريكوري
|
17
|
المعهد العلمي والبحوث الإسلامية
|
المراحل الثلاث
|
نزريكوري
|
18
|
معهد سبيل النجاح
|
المراحل الثلاث
|
نزريكوري
|
19
|
معهد العلوم الإسلامية
|
الابتدائية والإعدادية
|
لولا
|
20
|
معهد عمر جاكيتي
|
الابتدائية والإعدادية
|
سنكو
|
21
|
مركز الإمام مالك الإسلامي
|
الثانوي والدبلوم
|
سنكو
|
22
|
معهد الدراسات الإسلامية
|
المراحل الثلاث
|
ماسنتا
|
23
|
مدرسة دار القرآن
|
المراحل الثلاث
|
مامو
|
24
|
جامعة الإعمار
|
جامعة
|
كوناكري
|
25
|
معهد السلام الإسلامي
|
المراحل الثلاث
|
نزريكوري([2])
|
وهذه مدارس نظامية أهلية تحمل أسماء إسلامية، ويغلب عليها الجو الإسلامي
من حيث اللباس، والآداب والأخلاق،ولهذه المدارس الحرية
التامة في الالتزام بالآداب الإسلامية، وأداء الصلوات المفروضة التي توافق وقت
دراستهم كصلاة الظهر والجمعة، كما أن للبنات أن تلبس اللباس الإسلامي.
ومنهج جميع هذه
المدارس موحد، وهو المنهج الذي رسمته وزارة التربية التعليم ما قبل الجامعي
والتربية الوطنية ممثلة في المعهد الوطني للبحوث والأنشطة التربوية قسم اللغة
العربية والعلوم الإسلامية، سواء كانت المدارس حكومية أو أهلية فهي موحدة في جميع
المراحل.
وهذه الحركة العلمية في غينيا تطورت وازدهرت ازدهاراً بالغاً، فانتشرت
المؤسسات التعليمية الإسلامية في كافة ربوع البلاد، حيث لا تخلو قرية أو مدينة إلا
وفيها مدرسة أو أكثر. فقد بلغ عدد الطلاب في المؤسسات التعليمية الإسلامية (32200)
طالباً وطالبة، وزاد عدد المدارس أكثر من (82) مدرسة، وعدد المدرسين (1191)
معلماً، وعدد الإداريين والمشرفين على التعليم الإسلامي (268) إدارياً ومشرفاً([3]).
منهج التعليم الحكومي:
يتوزع التعليم الحكومي العام على ثلاث مراحل:
أ) المرحلة الابتدائية: ومدتها ست سنوات وهي عامة، ولها منهج مقرر يشتمل
على موضوعات مختلفة، وعند انتهائها يمنح الناجحون الشهادة الابتدائية.
ب) المرحلة الإعدادية: ومدتها ثلاث سنوات ويلتحقبها مَناجتازوا المرحلة
الابتدائية.
ج) المرحلة الثانوية: ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، ويلتحق بهامَنأنهوا
الدراسة الإعدادية، وفيها شعبتان علمية وأدبية. وتشترك غينيا فيما يتعلق بامتحان
الشهادة الثانوية مع كل دول غرب إفريقيا في نظام واحد، كما توجد مدارس تجارية ودور
معلمين ومراكز ريفية ومعاهد صناعية ومراكز حِرفية.
وهذا أنموذج للمنهج المقرر في المدارس الابتدائية الحكومية:
الصف الأول: (تلاوة، محادثة، خط، توحيد، تهذيب، فقه، رسم، حساب، رياضة،
قرآن، محفوظات، أناشيد).
الصف الثاني: (تلاوة، محادثة، خط، توحيد، تهذيب، قرآن، فقه، رسم، حساب،
رياضيات، محفوظات، أناشيد، إملاء، اللغة الفرنسية).
الصف الثالث: (تلاوة، تعبير - (محادثة)، خط، إملاء، توحيد، تهذيب، قرآن،
فقه، رسم، حساب، تاريخ، جغرافيا، علوم، رياضة، محفوظات، أناشيد، نحو، اللغة
الفرنسية).
الصف الرابع: (تلاوة، تعبير كتابي، خط رقعة، إملاء، توحيد، تهذيب، قرآن،
تفسير، فقه، حديث).
الصف الخامس: (تلاوة، نحو، تعبير كتابي، خط رقعة، إملاء، توحيد، تهذيب، قرآن،
تفسير، فقه، حديث، رسم، حساب، تاريخ، جغرافيا، علوم (دروس الأشياء)، رياضة، تجويد،
محفوظات، أناشيد، اللغة الفرنسية).
الصف السادس: (تلاوة، نحو، تعبير كتابي، خط رقعة، إملاء، صرف، توحيد،
فقه، قرآن، تفسير، حديث، تجويد، رسم، حساب، دروس الأشياء، تاريخ، جغرافيا، سيرة،
رياضة، محفوظات، أناشيد، اللغة الفرنسية) ([4]).
المواد المقررة في المرحلة الإعدادية:
أ-: باللغة العربية:القرآن الكريم، الحديث الشريف، التوحيد، الفقه،
السيرة، النحو والصرف، قواعد الإملاء، الإنشاء والتعبير، المطالعة والنصوص،
التربية الوطنية والأخلاق، الجغرافيا، التاريخ.
ب-: باللغة الفرنسية: الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، البيولوجيا، اللغة
الفرنسية، التربية البدنية.
المواد المقررة في المرحلة الثانوية:
أ-: باللغة العربية: القرآن الكريم، الحديث النبوي، الفقه الإسلامي،
العقيدة الإسلامية، التاريخ الإسلامي، النحو والصرف، الأدب والنصوص، البلاغة
والنقد، الفلسفة، التاريخ، الجغرافيا.
ب-: باللغة الفرنسية: الاقتصاد، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء،اللغة
الفرنسية، اللغة الإنجليزية، التربية الوطنية.
الهدف من إنشاء المداس العربية الفرنسية في غينيا.
المدارس العربية الفرنسية في غينيا هي من أهم المؤسسات التي تعنى بنشر
الثقافة العربية والإسلامية وغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الفئة
الشبابية، وكان الهدف الأساسي وراء تأسيس هذه المدارس
هو إخراج جيل صالح من الطلاب والطالبات يسعون إلى إرضاء ربهم وإلى تطبيق سنة نبيهم
وإلى حمل لواء الدعوة إلى الله تعالى في كل مكان وفي أي زمان، وأهميتها تكمن
في كونها تعلم وتربي آباء وأمهات الغد الذين سيواصلون الدعوة إلى الله وينشرون
العقيدة الإسلامية الصحيحة.
وقد أسست في غينيا بعض المدارس لتعليم العقيدة الصحيحة والعلوم الإسلامية
الأخرى، ومنها: المدارس الأهلية التي اتخذت منهجا إسلاميا لنشر الدعوة الإسلامية
وذلك من خلال تدريس المقررات الشرعية المهمة، وتدريب طلابها على تطبيقها والتخلق
بالأخلاق والآداب الإسلامية السامية داخل هذه المؤسسات وفي مجتمعاتهم، وهذه
المقررات الشرعية هي كما يلي: حفظ القرآن الكريم
والتجويد والتلاوة، التفسير، الحديث النبوي الشريف، العقيدة الإسلامية، السيرة
النبوية، الفقـه الإسلامي، الآداب والأخلاق الإسلامية، حياة الصحابة، تاريخ
الإسلام، اللغة العربية وآدابها. وإن كان هناك مواد غير شرعية مثل: الاقتصاد،
الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، النبيولوجيا، الجيولوجيا، اللغة الفرنسية، اللغة الإنجليزية،
التربية البدنية.
وقد التحق بعض طلاب هذه المدارس بعد إكمال دراستهم الثانوية ببعض
الجامعات السعودية والدول العربية الأخرى وعلى وجه الخصوص الجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية وجامعة أم القرى وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية، لمواصلة دراساتهم الإسلامية كي يرجعوا إلى غينيا دعاة مؤهلين وملمين
بالعلوم الإسلامية النافعة.
التعليم في غينيا وأهدافه العامة:
إن
أهداف التعليم في جمهورية غينيا تتمثل بصفة عامة على تحقيق وتوفير التعليم الجيد
لجميع الغينيين ليكونوا مواطنين صالحين يعملون لصالح الوطن. وإكساب الطلاب المعارف
والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا،
وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا في بناء الوطن.
التربية الإسلامية وأهدافها العامة في غينيا([5]):
ينبثق
التربية الإسلامية في جمهورية غينيا أهدافها من غاية الرسالة الإسلامية التي تتمثل
في النقاط التالية:
"إيجاد
الإنسان المسلم التقي ".
ومن
هذا الهدف ينبثق سائر الأهداف الفرعية كتربية الفرد الصالح عقليا وجسميا و وروحيا
وانفعاليا واجتماعيا.
1.ـ تثبيت العقيدة الإسلامية القائمة على
الكتاب والسنة في نفوس التلاميذ، و الحرص
على تشبثهم بأحكام الإسلام وفضائله لتكون الموجه لسلوكهم وعلاقتهم مع خالقهم ومع
الناس كافة.
2.تنوير عقول التلاميذ وإكسابهم القدرة
للدفاع عن عقيدتهم وشريعتهم وقيمهم وأصالتهم من الدعوات الهدامة والانحرافات
المغرية، وإيقاظ إحساس حب الفضيلة والخير في أنفسهم، وكراهية الشر والرذيلة عندهم.
3.توثيق صلة التلميذ بالإسلام
واطمئنانه إليه، واقتناعه بأوامره ونواهيه
وإخلاصه له وحماسته للدفاع عنه عبر
فاعليات وجدانية وعقلية، وغرس القيم الروحية والعادات الطيبة والأخلاق الحسنة في نفوس التلاميذ
عن طريق الحس والعقل والوجدان.
4.تعويد التلاميذ على تأدية الشعائر
الدينية والمحافظة عليها والتحلي بالسلوك والمعاملات الإسلامية في مختلف مراحل
التعليم المؤسسات التعليمية وغيرها.
5.تنمية الشعور بالروابط الوثيقة التي
تجمع بين المسلمين عل اختلاف أقطارهم بما يحقق التضامن الإسلامي في ظل العقيدة
الإسلامية الصحيحة.
6.العناية بالمتعلم المسلم في جميع مراحل
تعليمه ومستوياته والتركيز على مستويات تعليمه وميولاته، واهتمامه وحفز همته،
وتشجيع استعداداته وتنميتها بالطابع الإسلامي المتميز.
تاريخ مدارس العربية الفرنسية:
بدأ التعليم العربي الإسلامي في غينيا
مع دخول الإسلام في غينيا وكان التركيز على القرآن والمبادئ الإسلامية؛ ولذلك يمكن
أن نقسم التعليم العربي الإسلامي إلى ثلاثة مراحل:
1ـ المدارس القرآنية: (الكتاتيب)([6]):
يرسَل الطفل إلى الكتّاب عندما يتقن
العدد من واحد إلى عشرة لحكمة ما، وهي أنمن حفظ هذه الأرقام يمكنه حفظ الحروف، و
عند البعض لا يرسل الطفل إلى الكتّاب إلا إذا بلغ السابعة من عمره، وعادة يحتفلون
به بعد صلاة الجمعة عند المعلم فيكتبون البسملة بالمداد الأسود على اللوحة الخشبية،
ثم يأخذ المعلم يد الولد مشيرا إلى المكتوب، ويقرأ ثم يردد وراءه التلميذ.
ويتم هذا الحفل بحضور الجمهور، ويختم بتشجيع
الولد بالهدايا ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.وتتكرر مثل هذه الحفلات
تشجيعا للتلميذ عندما يبلغ سورة الملك،وسورة يس،وسورة مريم، وكذلك حين يختم القرآن
في المرة الأولى قراءة، وتُقدم له هدايا ثمينة بهذه المناسبات.
وقد كانوا يولون للجانب الخلقي
والسلوكيعناية فائقة؛ بحيث يكون المعلم متفرغا كليا لتعليم أطفال القرية، وله سلطة
على التلميذ حتى خارج المدرسة، يحق له أن يؤدبه حتى في الشارع، ويسأل عن أخباره في
البيت.
وتبدأ الدارسة في الصباح الباكر حتى أذان
الظهريتعلم التلاميذ خلالهاتلاوة القرآن، وكتابته على الألواح الخشبية،ثم ينصرفون لتناول الغداء، وبعد العصر
مباشرة يعودون لمواصلة الدراسة حتى المغرب.
وأما الطلاب الذين يعتمد معلموهم على
الزراعة في العيش فيدرسون صباحا ثم يذهبون إلى المزرعة لمساعدة معلمهم ويعودون في
المساء، وبعد أخذهم قسطا من الراحة يشعلون النيران على الحطب وسط الدار ليواصلوا
دراستهم على ضوء الحطب ويواصلون حتى يأتي وقت النوم.
من أهداف التعليم في هذه المرحلة:
1ـ
تلقين الطفل القرآن الكريم .
2ـ
الشروع في التثقيف والتربية في وقت مبكر من العمر.
3ـ
تربية الأطفال بالقدوة الحسنة بحيث يقضي الطفل أغلب أوقاته مع المعلم ليأخذ من خُلقه
قبل علمه.
2- المجالس العلمية:
وهي عبارة عن مجالس تقوم على طريقة
تقليدية موروثة تناقلها الأجيال على مر السنين، يؤمها غالبا البالغون وتكون في سكن
المعلم حيث يأتي الطلاب لتلقي الدراسة في أوقات فراغهم من الأعمال المختلفة التي يترزقون
منها([7])،وكانوا
يقتصرون على المتون دون الشروح ويهتمون
بالشواهد.ويدرس التلميذ عادةً أهم الكتب المشهورة في المادة التي يرغب التخصص فيها
فإذا استوعبها استأذن الشيخ أن يستقل ويدرس،وربما بعثه الشيخ إلى جهة معينة وأجازه
للتدريس فيها فيما علم، على أن يراجعه ويستوضحه فيما يشكل.
ويجلس الشيخ في هذه المدارس على أرجوحة
أو على كرسي تحت الكوخ المستدير في وسط الدار فيدخل كل تلميذ مع كتبه ليقرأ منها،
والشيخ يفسر كل كلمة ويستمع ويعي التلميذ،فإذا سبقه شريك له انتظر دوره واستمع إلى
درس زميله والتقط من دروسه فوائد يضيفها
إلى درسه الخاص.ومن الشيوخ من يجلس للدرس من الصباح إلى الظهر ثم ينصرف إلى عمل
آخر يكسب منه معيشته كالزراعة،أو الخياطة،أو الكتابة،بعد العصر يجلس للتدريس حتى
الغروب.
ويبقى الطلاب في هذه المدارس ماداموا
يرغبون في التعليم حيث إن ذلك المعلم في هذه المدارس من مستوى أعلى من المعلمين في
المدارس القرنية(الكتاتيب)فقد يظل الدارس يدرس ما شاء الله أن يجلس فيها وليس هناك
سنوات محددة للدراسة في هذه الكتاتيب، وليس هناك مقررات محددة متدرجة،ولا يتقاضى
الشيخ أجراً على التدريس فيها، ويكفيه شرفا أن يكون مجلسه عامرا بالدارسين الذين
يدرسون على يديه.
أما مناهجهم الدراسية والدروس التي يتلقونها فهي:
1ـ
كتابة القرآن على الألواح الخشبية من سورة الفاتحة إلى الأعلى حتى يتقن الكتابة
بما يشبه روضة الأطفال اليوم،ثم يبدأ بقراءة القرآن من أوله حتى نهايته.
2ـ
ثم يبدأ بقراءة مقرر التوحيد أولا شرح معنى
لا إله إلا الله بما يسميه (فمعنى) وكتاب شروح من الصفات،ومنظومة عبد
الواحد بن أحمد المالكي المتوفى سنة 1040ه.وكتاب البراهين في العقيدة المعروفة
بالعقيدة السنوسية لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي المتوفى 895ه وكتاب جوهر
التوحيد لبرهان الدين إبراهيم بن هارون اللقاني المتوفى 1041هوكتاب تحفة المريد
على جوهرة التوحيد شرح الجوهرة لإبراهيم بن محمد الباجوري المتوفى 1377ه.
وأسلوب شرح معنى (لا إله إلا الله
)يميل إلى التعطيل البحت، والباقية كلها على مذهب الأشاعرة،ويعتني العلماء
بتدريسها للنشء بعد ختم القرآن حتى ترسخ هذه الصفات في عقول الطلبة تختلط بدمائهم
من شدة رغبتهم فيها.
3ـ
الفقه: لقد كان لعلم الفقه تلك المرتبة المرموقة لديهم،فكان المذهب المالكي هو
المذهب المعروف وعليه ارتكزت دراساتهم،فألقوا فيه نثرا ونظما وبسطوا الكثير من
الكتب التي ألفت في هذا المذهب ومن المقررات أو الكتب التي كانوا يعتمدونها:
1ـ
متن الأخضري لعبد الرحمن بن محمد الصغير الأخضري من علماء القرن العشر.
2ـ
متن العشماوي لعبد الباري العشماوي المصري المالكي.
3ـ
المقدمة العزية للجماعة الأزهرية أبو الحسن علي بن ناصر الدين.
4ـ
الرسالة لأبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المتوفى 386ه.
5ـ
جواهر الإكليل المشهور بمختصر الخليل الشيخ أبي إسحاق الجنادي المتوفى سنة 749ه.
6ـ
مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل لمحمد بن محمد المغربي المشهور بالحطاب.
اللغة، النحو، والصرف، والأدب:
هذه المادة يحتاج إليها كل مسلم يريد
التعمق في فهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف،وذلك لأن القرآن الكريم أنزل
بلسان العرب ولا سبيل إلى فهمه دونها.وقد بذلوا أقصى جهودهم لتذليل الصعوبات لتفهم
هذه المواد التي لا بد من تعلمها لفهم الدين ومن ذلك أن هذه المواد كانت تدرس
وتشرح في اللهجات المحلية.
ومن
الكتب التي كانوا يعتمدونها في هذا الفن:
1ـ الشعر في مدح
النبي صلى الله عليه وسلم – قصيدة (العشرينية) في مدح خير البرية للشيخين الإمامين
(الفازازي الأندلسي وأبو بكر محمد المهيب)رحمهما الله تعالى.
2ـ
القصيدة المشهورة (بانت سعاد لكعب بن زهير).
3ـ
قصيدتا( البردة و الهمزية)لشرف الدين محمد بن سعيد الضحاجي البوصيري المتوفى سنة
996ه.
4ـ
وقصيدة العالم العارف بالله تعالى الشيخ المرشد المربي المرقي محمد بن سعيد
اليداليالديماني الساطي.
ومن الأدب:
1ـ
مقامات الحريري لأبي محمد القاسم بن علي الحريري الفقيه الشافعي المتوفى 516ه.
2ـ
المعلقات السبع لجامعها أبي عبد الله الحسين الزوزني.
3ـ
ومنظومة بن دريد (أبو بكر محمد بن حسين بن دريد البصري )المتوفى 321ه.
النحو:
1ـ
متن الآجرومية لابن النهاجي المتوفى 723 ه.
2ـ
شرح الكفراوي على الآجرومية لنفس المؤلف.
3ـ
ملحة الإعراب لصاحبمقامات الحريري.
4ـ
ألفية ابن مالك،محمد بن عبد الله بن مالك الأندلسي المتوفى سنة 672ه.
الصرف:
1ـ
لامية الأفعال،محمد بن عبد الله بن مالك الأندلسي المتوفى 672ه.
2ـ
فتح الأقفال شرح لامية الأفعال جمال الدين أبو عبد الله بن عمر الحضرمي المعروف
ببحرق المعروف بالشرح الكبير المتوفى 930ه.
التفسير:
لقد كان لعلم التفسير مكانة كبيرة في
هذه المدارس لأنهم يؤخرون الطلاب عن تفسير القرآن إلى أن يبلغ الطالب مرحلة متقدمة
من العلم والثقافة وحينئذ يفسرون القرآن الكريم،وكانوا يعتمدون على تفسير الجلالين
للإمامين،محمد بن أحمد المحلى الشافعي المصري المتوفى سنة 864ه؛والإمام جلال الدين
عبد الرحمن بن أبو بكر السيوطي المتوفى سنة 911ه.
ويعد كتاب "تعليم المتعلم"
الذي ألفه برهان الدين الزرنوجي المنهج لتلك المدارس القرآنية.
وأما علوم الحديث:
فإنه من الصعب أن تجد لهذه المدارس
علماء في هذا العلم ولعل هذا كان سبب انتشار البدع وبعض الطرق الصوفية المنحرفة في
المجتمع،ولكن مع قلة أو عدم وجود كتب الحديث عندهم،وجد نسخة من صحيح البخاري
مكتوبة باليد من الشيخين:حامد بن إسحاق وصاحبه إبراهيم بن محمد كونتي بتاريخ يوم الاثنين /20/11/1258ه. من تاريخ
نهاية الكتابة.وفي مقاطعة بيلا ـ غينيا الغابية.
أهداف هذه المجالس العلمية:
تهدف هذه المجالس إلى ما يلي:
1ـ
تربية المجتمع تربية إسلامية وذلك لتحقيق العبودية لله.
2ـ
غرس الثقافة الإسلامية في المجتمع الغيني.
3ـ
تكوين أئمة المساجد والدعاة والخطباء والمدرسين.
4ـ
كسب المعرفة والتقدير لدى المجتمع لما للمتعلم من المكانة في المجتمع الغيني.
5ـ
الحفاظ على الهوية الإسلامية في المجتمع تحت ضغوط الاستعمار الفرنسي والحكومات
العلمانية بعدها.
6ـ
زيادة الثروة اللغوية والأدبية لدى طلاب المجالس والشاهد على هذا أنه قد وجد مهم
من يمتلك القدرة القوية في النظم والشعر
العربي والتأليف في مختلف العلوم.
7ـ
محو الأمية في داخل المجتمع الغيني.
أهم إيجابيات هذه المرحلة:
1ـ
تخرج من هذه المجالس عدد من العلماء الذين لهم الأثر في الحفاظ على الهوية
الإسلامية في غينيا كوناكري.
2ـ
بعض هذه المدارس كانت تدرس العقيدة الصحيحة مثل مقدمة الرسالة لأبي زيد القيرواني
وهذه المقدمة على منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة شرحها كثير من العلماء
المتقدمين مثل كتاب" الثمر الداني شرح رسالة لابن أبي زيد" لصالح بن عبد
السميع الآبي الأزهري المتوفى سنة 1335ه و
من المعاصرين كتاب "قطف الجني الداني
شرح مقدمة رسالة لابن أبي زيد القيرواني" للشيخ عبد المحسن العباد البدر.
3ـ
نشر الثقافة الإسلامية في المجتمع الغيني ورعاية النشء تربيتها على التمسك
بالمبادئ الإسلامية.
4ـ
التصدي للمشروع الاستعماري الفرنسي التنصيري التغريبي للمجتمع الغيني، فلذلك بذل
الاستعمار الفرنسي كل ما في وسعه من أجل القضاء على هذه المجالس العلمية في غينيا.
سلبيات هذه المرحلة:
1ـ قلة كتب العقيدة الصحيحة عندهم بحيث نجد أكثر
كتبهم في العقيدة الأشعرية وسبب هذا هو مصدر التلقي عندهم أي هذه التي تلقوها من علمائهم في المغرب العربي.
2ـ قلة
اهتمامهم بعلوم الحديث وكان لهذا أثر بارز في انتشار البدع و اتباعهملبعض الطرق
الصوفية المنحرفة مثل التيجانية والقادرية.
3ـ
قلة المراجع العلمية عندهم أو صعوبة
العثور عليها أحيانا.
4 ـ
تشجيع السلطة الاستعمارية على انتشار الطرق الصوفية وكتبها، ومحاربة كتب أهل السنة في البلدان
المستعمرة وخاصة الاستعمار الفرنسي.
الاستعمار الفرنسي وضع مكاتب تفتيش في
مداخل كل المدن الكبيرة مثل دكار برازفيل لجمع الكتب من أصحابها وإرسالها إليها
لمراجعتها،ومن ثم إما أن يعدموها أو يحجزوها أو يعيدوها إلى أهلها إن لم يجدوا
فيها ما يخافون منه.
وكانت كتب الصوفية مرحب بها لدى
المستعر دائما، ويساعدونهم على ترويج أفكارهم بين المجتمع، وبالمقابل كانوا يحذر
من كتب أهل السنة والجماعة.
المرحلة الثالثة:المدارس العربية الحديثة:
كانت المدارس العربية الإسلامية تعلم
اللغة العربية والتربية الإسلامية فقط ولم تكن لها علاقة بالتعليم الرسمي حتى عام
1977م عندما قررت الحكومة الغينية دمج المدارس العربية في التعليم العمومي،فأصبحت
هذه المدارس تدرس اللغة الفرنسية وبعض المواد العلمية بها،وأصبحت المدارس العمومية
ـ الفرنسية تعلم العربية ومواد التربية الإسلامية لطلابها ساعتين كل أسبوع.
ولعل أول مدرسة عربية فرنسية في غينياهي
مدرسة الشيخ محمد فاديقا وذلك بتصريح منحه المفوض الأعلى الفرنسي لمدينة
"دكار" عاصمة السنغال لفتح مدرسة عربية في غينيا،وفي رجب يونيو 1948م
فتح أول مدرسة عربية في غينيا الساحلية كنديا "منكبا" وكانت هذه المدرسة
في أول بنائها كوخا ثم بنيت مدرسة في "منكبا" ومدرسة في
"كوبا" عام 1957م ـ قبل الاستقلال بسنة ـ ثم فتح الحاج بافودي مدرسة في "فريا" في نفس السنة، وبعد
عامين فتح مدرسة في كويا "ونكفن" ثم فتح الحاج إبراهيم كمارا مدرستين في
حي "بيسييا" بكوناكري ثم تعددت
المدارس العربية الإسلامية في غينيا الساحلية ([8]).
وبني أول معهد للإعدادية بعد ما أصدرت
الحكومة في سنة 1978م قرارا ينص على تبني الحكومة المدارس الأهلية وبناء على هذا
القرار ظهر أول معهد للإعدادية تدرس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في
"بيسييا" وأجري امتحان عام لتلاميذ الصف النهائي الابتدائية،والذين
يعتبرون أول فوج رسمي في هذا المعهد.
ورغم تفوق نموذج المدارس الفرنسية
والمدارس الأهلية المسيحية من حيث المناهج التعليمية والوسائل التعليمية،
والإمكانيات الضخمة التي تقدمها فرنسا وروسيا وانجلترا من خلال مراكزها
الثقافية،إلا أن المدارس العربية بقيت لها القيمة الشعبية التي تساعدها من أجل
الاستمرار والتطور للوصول إلى الأهداف
المتوخاة وهي تمكين المواطن الغيني من معرفة دينه واكتساب ثقافة إسلامية عربية([9]).
كانت
المدارس الفرنسية العربية في غينيا خالية من المقررات الدراسية الموحدة ولا ملزمة،وكان
الأمر راجعًا على مبادرة المعلم الشخصية، وفي عام 1977م الموافق 1397ه تم إعداد
مناهج دراسية موحدة ومقررات للتعليم العربي في مختلف مستوياته ومواده، وقد استعانت وزارة التربية والتعليم في ذلك ببعض
الخبراء العرب والمتخصصين من الغنيين الذين ساعدوا في هذه المهمة بحضور كل الممثلين
للتعليم في غينيا.
ولذلك
تم إحداث قسم خاص للغة العربية في المعهد التربوي الوطني قصد متابعة تطوير هذه البرامج
والمقررات كما كلف المعهد بوضع خطط للتكوين وإعادة تأهيل المدرسين وذلك عن طريق
دورات تدريبية للمعلمين الذين لم يتخرجوا من معاهد إعداد المعلمين كحل مؤقت للتخلص
من الرواسب والإرث الثقيل الذي خلفته الحقبة الماضية.
بدأت
الوزارة بمحاولات جادة لدمج هذا التعليم
في النمط التعليمي العام حيث أدخلت في البرامج والمقررات المواد التي يتعين تدريسها
إلى جانب المواد اللغوية والدينية أضافت المواد الاجتماعية والعلمية مثل التاريخ،والجغرافيا،والرياضيات،والفيزياء،والكيمياء،والعلوم،واللغة
الفرنسية،وهذا قبل نهاية المرحلة الثانوية،وكتجربة أولى تم تخريج الدفعة الأولى في
نظام التعليم العربي والفرنسي عام 1992م الموافق 1392ه
سلم لهم شهادات ثانوية تحت توقيع وزير التعليم ما قبل الجامعي تؤهلهم
للالتحاق بالجامعات على حسب التخصصات
والنظم.
وقامت المفتشية العامة للتعليم العربي الإسلامي بوزارة التعليم
ما قبل الجامعي والتربية الوطنية بكوناكري
بورشة عمل استشارية ما بين 30/5/ ـ 2/6/ 2001م
الموافق 7/2_10/2/1422ه تحت إشراف
المشترك بينها وبين قسم اللغة العربية والعلوم الإسلامية بالمعهد الوطني للبحوث
والأنشطة التربوية،وذلك لمراجعة المنهج
الدراسي للمدارس الفرنسية العربية واعتماد ما يمكن اعتماده في المنهج المقترح من
المعهد، في إطار سعيه الحثيث في سبيل تشكيل النشء وفق الشريعة الإسلامية وإعداده للقيام برسالته طبقا للتصور الإسلامي
الصحيح العامل على التنشئة الاجتماعية والتنمية الصالحة الصحيحة،وطبع هذا المنهج
الأخير على نفقة وإشراف سفارة المملكة العربية السعودية بكوناكري.
وهذه المناهج طبعت في أبريل 2002م ـ صفر
1423ه ووزعت على جميع المدارس العربية
الفرنسية في غينيا كوناكري، وهذه كانت لمرحلة الإعدادية ومرحلة الثانوية.وعمل
الباحث هنا تحليل مناهج التربية الإسلامية لمرحلة الإعدادية فقط.
التحديات التي تواجه المدارس العربية الفرنسية في غينيا:
التحديات العامة للمدارس العربية الفرنسية في غينيا:
يقصد الباحث بالتحديات العامة: المشكلة
التي تهدد التعليم العربي الإسلامي في غينيا
بصفة عامة،والمشكلة هي التغريب الذي تتفرع من باقي المشكلات.
التغريب:هو
تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية،ويهدف إلى صبغ حياة الأمم
بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة ،بالأسلوب الغربي،وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة
وخصائصهم المتفردة.وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية([10]).
ويهدف التغريب أيضًا إلى حمل المسلمين
على قبول ذهنية الغرب،وغرس مبادئ التربية الغربية في نفوسهم حتى يشبّوا متغربين في
حياتهم وتفكيرهم،وحتى تجف في نفوسهم موازين القيم الإسلامية،ويتطلب تحقيق ذلك
إيجاد شعور بالنقص في نفوس المسلمين،وذلك بإثارة الشبهات وتحريف التاريخ الإسلامي
ومبادئ الإسلام وثقافته،وإشاعة المعلومات الخاطئة
عن أهله،وانتقاص الدور الذي قام به في تاريخ الثقافة الإنسانية،ومحاولة
إنكار المقومات التاريخية والثقافية والدينية التي تتمثل في ماضي هذه الأمة،أو
انتقاص القيم الإسلامية،والغض من مقدرة اللغة العربية على النهوض بالأمة وتقطيع
أوصال الروابط بين الشعوب الإسلامية([11]).
وكانت نتيجة هذا التغريب في الدول الإسلامية أن جعلت الشعوب المسلمة تتأثر بها،فقلت الوعي بأهمية
تعلّم العلوم الإسلامية واللغة العربية عندهم، فكلما توسعت الدولة في التغريب كلما
احتقر التعليم العربي الإسلامي،حتى ظن كثير من المسلمين في الدول المستغربة بأن
دور التعليم الإسلامي محدود جدًا وليس ذا أهمية
كبيرة في الحياة الإنسانية التي أخذت ترتقي يومًا بعد يوم في النمو والتقدم
والرفاهية والازدهار الصناعي المتطور.
قال الشيخ العلامة السعدي في تفسير هذه
الآية:(وهذا المثل مطابق من أحسن الأمثلة،وهو مطابق لحالة الدنيا،فإن لذّاتها
وشهواتها وجاهها،ونحو ذلك،يزهو لصاحبه إن زها وقصيرا، فإذا استكمل وتم اضمحل،وزال
عن صاحبه، أو زال صاحبه عنه، فأصبح صفر اليدين منها، ممتلئ القلب من همها وحزنها
وحسرتها).([13])
ويتبن
ذلك جليا في محاولة السلطات إلزام المدارس العربية الفرنسية بتعليم اللغة العربية
فقط والمواد الفرنسية في خطوة استمرارية؛
لأن صناديق دعم التعليم الغربي رفضت الإنفاق على غير تعليمها ونادت على علمنة
التعليم([14]).
وتأثر
الشعوب بهذه الأفكار الهدامة يجعلهم يتراجعون كثيرًا في إرسال أبنائهم إلى المدارس
العربية الفرنسية ظنا منهم أن ذلك يفضي إلى حرمان الولد من مستقبل مشرق في حياته
حتى أصبحوا ينظرون إلى طلاب المدارس العربية نظرة دونية كما تراجع بعض الأغنياء في
الإنفاق على هذه المدارس.
لذلك
تجد أكثر من يُرسل إلى المدارس العربية الفرنسية في الأسرة هو الابن الذين يئس
الوالد من تربيته أو أدرك أنه قليل الإدراك بشؤون الحياة أو لا يرى منه مستقبلا
مشرقا،بل أكثر من هذا لقد وصل الأمر إلى أن بعض العلمانيين لا يعتبرون المدارس العربية الفرنسية بأنها مدرسة ولكنها
كتاتيب تقليدية،ويهتفون إلى إخراج الطلاب من هذه الكتاتيب إلى المدارس الحديثة لكي
لا يخسر الأولاد مستقبلهم حسب زعمهم، فلولا الله ثم صمود القائمين على هذا النوع
من التعليم في غينيا لانقرض وانقضى منذ أمد بعيد فجزاهم الله خير الجزاء.
عرض أهم التحديات:
1.عدم توفر المباني المدرسية اللائقة لاحتواء التلاميذ:
عدم توفر المباني المدرسية اللائقة
للمدارس العربية الفرنسية يرجع إلى قلة
اهتمام الحكومة بالمدارس العربية
الفرنسية؛لأن مباني المدارس الفرنسية الحكومية من أجمل المباني المدرسية؛لتوجيه
أغلب مساعدات صناديق دعم التعليم في بناء
وترميم المدارس الفرنسية فقط، وأما مباني
مدارس العربية الفرنسية في غينيا فهي من أقبح المباني المدرسية في غينيا حيث لا
تتوفر فيها أي شرط من شروط الجودة التي
ينبغي أن تتوفر في المباني المدرسية،ولعل هذه من بعض أسباب الانهزام النفسي لطلاب مدارس العربية الفرنسية.
ومع هذا كله هذه المدارس تفتقد العناية
والرعاية اللازمة من القائمين عليها فتجدها من أوسخ المدارس ولا ترمم مبانيها إلا
قليلا.
2. نقص الكفاءة العلمية والتأهيل التربوي للمدرسين:
وهذه من أكبر المشكلات التي تواجه
التعليم العربي الفرنسي في غينيا،وخاصة التعليم الابتدائي والإعدادي بحيث نجد أغلب
المدرسين فيها يكونون من خريجي الثانوية وليس عندهم القدر الكافي من المستوى
العلمي للتدريس ولا عندهم المهارات
اللازمة في المعلم؛وذلك لقلة الدورات
التدريبية التي تقدم لهؤلاء المدرسين.
3. نقص
الكفاءة الإدارية المدراء ومشرفي المدارس العربية الفرنسية:
أغلب مدراء ومشرفي لمدارس العربية
تنقصهم المهارة الإدارية لإدارة هذه المدارس،بل بعضهم من خرجي الجامعات الإسلامية
وتخصصهم في العلوم الدينية وليس لديهم فن الإدارة التربوية؛ومن ثَمّ ما يفسدونه
أكثر مما يصلحونه.
4.
قلة
توظيف خريجي الجامعات الإسلامية:
كما هي عادة
الحكومات في إفريقيا توظيف أصحاب الشهادات الثانوية وترك الخرجين لأنها تدفع القليل
إلى خريجي الثانوية،وتهرب من توظيف خريجي الجامعات لأن راتب الجامعي أكثر من راتب
أصحاب الشهادات الثانوية.
ومن
المعلوم أن تدريس المتخرج من الجامعة أنفع وأفضل لمستوى الطلاب لذلك نجد مستوى
الطلاب الذين درسهم المتخرجين من الابتدائية إلى الثانوية هم أقوى الطلاب ومستواهم
لا يقارن أبدًا بمستوى الطلاب الذين درسهم خريجي الثانويات.
فمركز
الأيتام في كنديا التابع لجمعية المواساة الخيرية خير دليل على هذا بحيث نجد مدرسة
الأيتام في المركز من أقوى المدارس العربية الفرنسية في غينيا حسب علم الباحث وذلك
بشهادة المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وما كان ذلك إلا بجهود القائمين على
المركز ولأن جميع المدرسين من خريجي الجامعات الإسلامية و كذلك المدرسين باللغة
الفرنسية كلهم من خريجي الجامعات؛ فتلاميذ هذا المركز يجيد اللغة العربية واللغة
الفرنسية على حد سواء ويحفظون القرآن الكريم والمتون العلمية ويفهمون في العلوم التطبيقية فجزي الله
القائمين عليه خير الجزاء.
5. تعارض
تعليم المواد الدينية في المدارس العربية الفرنسية الحكومية مع مبدأ علمانية
الدولة الذي تم إدماجه في الدستور الأساسي في ديسمبر 1991م.
وكان هذا سببًا لتورط المدارس العربية الفرنسية فأصبحوا ملزمين بأمور تخالف
الشريعة الإسلامية وتضر بأخلاق التلاميذ ومن هذه الأمور الاختلاط بين الجنسين في
التعليم،والحكومات العلمانية تعتبر الفصل بين الجنسين في التعليم جريمة ضد المرأة.
ولا
يخفى على كل من درس في المدارس المختلطة ما فيها من الفساد الأخلاقي،ولكن الغريب
في هذا الأمر أنك لا تجد أحدا من الباحثين و المشايخ من ينكر على الاختلاط في
المدارس العربية والفرنسية مع علمهم بالفساد فيها بسبب الاختلاط،وضعف مستوى
الفتيات لانهزامهن أمام الرجال في الفصول،ورضاهن بالقليل من الدرجات.
6. قلة وجود فرص لمواصلة التعليم العالي لطلاب المدارس العربية الفرنسية في غينيا:
قلة
الجامعات العربية الإسلامية في غينيا؛ مما
يجعل كثير من خريجي الثانوية في المدارس العربية الفرنسية يتحولون إلى الجامعات
الفرنسية،وهذا يهدد مستقبل التعليم العربي الإسلامي في غينيا،لأن الناس إذا رأوا
انتقال الطلاب من المدارس العربية الفرنسية إلى الجامعات الفرنسية قد يمتنعون من
تسجيل أبنائهم في المدارس العربية الفرنسية ويدخلونهم في المدارس الفرنسية ابتداءً.
7. عدم
توفر الكتاب المدرسي لطلاب المدارس العربية الفرنسية:
الكتاب المدرسي من أهم ما يحتاج إليه التلاميذ
ويعتبر الكتاب المدرسي الآن من ضروريات التعليم وخاصة التعليم الأساسي الابتدائية
والإعدادية والثانوية،وتوفير الكتاب المدرسي من مهمات الحكومة ولكنها امتنعت عن
أداء هذا الواجب نحو أبنائها دارسي مدارس العربية الفرنسية،مع توفيرها الكتاب
المدرسي لمواد الفرنسية لجميع المدارس الحكومية والأهلية التي تحت تصرف الحكومة.
ولعل عدم توفير الكتاب المدرسي في نظر الباحث
لمواد العربية والعلوم الإسلامية إلى الآن، يرجع إلى عدم مبادرة خريجي الجامعات
الإسلامية علما أن بعضهم حاصل على شهادة الدكتوراه في التربية ولديهم الأهلية في
تقديم الكتاب المدرسي الجاهز إلى الحكومة وهي بدورها تقوم بطبعها للتلاميذ.
8.قلة
مساعدة الدول العربية الإسلامية للمدارس العربية الفرنسية وسوء استغلال هذه
المساعدات:
غينيا تعتمد على الدعم الخارجي في
كثير من أمورها ومنها التعليم ويكون غالبا من الدول الغربية والدول الغربية
ترفض دعم المدارس الدينية فكل مدرسة لا
تؤمن بالعلمانية لا تعترف بها الدول الغربية ويمنعون الحكومة الإنفاق عليها،فلا
يبقى للمدارس العربية الفرنسية إلا الله ثم دعم بعض دول العربية،والدعم الذي يأتي
من الدول العربية محدود جدا بل أكثر دعم الدول العربية يكون في الجانب الدعوي
والاجتماعي كبناء المساجد وحفر الآبار وكفالة الدعاة،وأما دعمها في جانب التعليم
كبناء المدارس والجامعات وكفالة المعلمين قليل جدا،وهذه القليل أيضا يكون دائما في أيادي غير
أمينة فتصرف هذه الأموال في غير محلها.
وفي النقاط التالية يحاول الباحث وضع الحلول المقترحة لبعض التحديات بإذن الله تعالى:
·
مشكلة
التغريب تعالج بتوعية المجتمع وبتعليمهم بأهمية هذه المدارس وحاجة المجتمع إليها
وبأن التغريب تهدد مستقبل الدين في هذه الدول و أن هذه المدارس من أعظم وسائل حفظ
الدين الإسلامي في المجتمع الغيني وأنها تسهم في تربية الأبناء تربية إسلامية.
ولابد من استغلال المساجد والمدارس والمراكز
الإسلامية الإعلام في بيان أهمية تعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية والتحذير
من خطر الفكر التغريبي وبأنها غزو فكري تهدف إلى إخراج المسلمين من دينهم.
وعلى الدعاة أن يواجهوا دعاة التغريب
بالرد عليهم بأسلوب حكيم ويكون الفكرة بالفكرة لا بالتهديد فقط والدعاء عليهم
ولعنهم على المنابر ولكن دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمرنا في الشرع الحكيم
قال تعالى:ﭽ ﮦﮧ
ﮨﮩ ﮪ ﮫ
ﮬﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱﯓ ﯔ
ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﯚ
ﯛﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﭼ([15]).
قال الشيخ السعدي في تفسير هذه
الآية:(أي ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم، إلى سبيل ربك المستقيم،المشتمل على
العلم النافع،والعمل الصالح ﭽﮪﭼأي
كل أحد على حسب حاله وفهمه،وقبوله وانقياده.
ومن الحكمة: الدعوة بالعلم لا بالجهل،
والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم،
وبالرفق واللين)([16]).
وأنيجتهدوا في بيان محاسن هذه المدارس
ويكون ذلك بالكلام والكتابة في وسائل الإعلام حتى يدرك المجتمع كذب دعاة التغريب
في دعواهم ضد هذه المدارس.
وعلى طلاب وتلاميذ المدارس العربية
الفرنسية أن يجتهدوا في التأصيل العلمي حتى يكونوا جديرين باهتمام المجتمعثم يفرضوا
أنفسهم على المجتمع فإذا كانوا أقوياء في اللغة العربية والعلوم الإسلامية واللغة
الفرنسية ويفهمون كلما يفهمه طلاب المدارس الفرنسية بل ويزيدون عليهم بالعلوم
الإسلامية واللغة العربية وأن لا يعينوا دعاة التغريب والعلمانيين على
أنفسهم،وعليهم أن لايقنعوا بالقليل من
العلم أو يزهدوا في تعلم اللغة السائدة في
البلد وهي اللغة الفرنسية حتى يقابلوا الحسنى بالأحسن منها وهي تلك الجهود و
التضحيات التي بذلها المشايخ حتى أوجدوا لهم هذه المدارس وحفظوا لهم بها الدين
والعلم الشرعي.
·
مشكلات
عدم توفر مباني مدرسية لائقة يعود إلى المشكلات المالية وهي أهم مشكلات التعليم
العربي الإسلامي في غرب إفريقياوللتغلب على هذه المشكلة لابد أن يكون لهذه المدارس
ما يسمى بالاكتفاء الذاتي أي يكون لكل مدرسة مصدر تمويل خاص بها ويكون ذلك عن طريق
إنشاء مشاريع تنموية ثابتة باسم مدارس العربية الفرنسية ويمكن أن يشترك في المشروع
الواحد أكثر من مدرسة أو شراء عقارات أو فتح دكاكين أو مزارع وبناء مساكن للإجارة
والاستثماريةفي كل ما تعود نفعها إلى هذه المدارس.
إنشاء وقف خيري لصالح المدارس العربية
الفرنسية ويكون الإشراف عليها من قبل
متخصصين أمناء أو من قبل المتبرعين بالتعاون مع الخبراء في هذا المجال،كبناء
المساكن للإجارة أو بناء الفنادق أو المحلات التجارية،مجال هذا العمل واسع جدًا
ولكن المشكلة في إدارتها فإدارة المشاريع الخيرية صعبة في بعض الدول الإسلامية
لعدم توفر خبراء و متخصصين أمناء إما نجد خبراء غير أمناء أو أمناء وليسوا
بخبراء؛لذلك لابد الإشراف الجماعي المنظم والمنضبط ويكون وفق بنود متفق عليها من
قبل الجميع ويشترط الشفافية في إدارة
الوقف والوضوح التام بعيدا عن المجاملات.
لابد من وقوف الدول العربية الإسلامية
مع هذا النوع من التعليم وتوجيه بعض مشاريعها لصالح المدارس العربية الفرنسية وأن
لا تكتفي بإرسال مساعدات فقط بل لا بد من مراقبتها و الإشراف على الأعمال وأن تعلم
هذه الدول بأن ضمان استمرارية التعليم العربي الإسلامي متعلق باهتمامهم ومساعداتهم
لها بعد الله سبحانه وتعالى.
وعلى
الدول العربية أن تنافس الدول الغربية في هذا المجال وأن يبتغوا في ذلك رضا الله
سبحانه وتعالى،وأن يعدوا ذلك واجبا دينيا
نحو إخوانهم المسلمين،وأن المساهمة في هذا المجال من نشر الرسالة المحمدية.
وعلى أصحاب المدارس والمدراء أن يهتموا بنظافة المدارس وعنايتها ورعايتها
لأن بعض المدارس لا بأس بها ولكنها مهملة بدون عناية، فترميم المدرسة وتنظيفها
وخاصة الحمامات وداخل الفصول من الضروريات بمكان فصحة التلاميذ قبل كل شيء،ولا
تكلفهم كثيرا و لا تحتاج إلا الشعور بالمسؤولية و تنمية ثقافة حفظ ورعاية
الممتلكات العامة لديهم ولدى الطلاب.
·
مشكلة
عدم توفر الكتاب المدرسي:
توفير الكتاب المدرسي يحتاج إلى
ميزانية لطبع الكتاب المدرسي ولكن قبل هذا يحتاج أيضا إلى خبراء ومتخصصين تربويين
لإعداد وصياغة هذه المقررات صياغة تلائم مستوى التلاميذ وتوافق ميولهم وطبيعتهم
ويراعى فيه بيئة التلاميذ وتصمم بالصور والرسم لتقريب المعاني،فإذاً تعد هذه
المشكلة من المشكلات المالية و الإدارية.
فعلى المفتشية العامة للتعليم العربي
في وزارة التربية والتعليم ما قبل الجامعي أن تعد لجنة من الخبراء المتخصصين
لإعداد الكتاب المدرسي لمقررات مواد اللغة العربية والعلوم الشرعية وفق المنهج
الرسمي المطبوع و لا مانع من الاستفادة بخبراء العرب في الدول العربية بحكم سبقهم
في هذا المجال،ثم تقدم هذه المؤلفات إلى الجهات المختصة لتطبعها،فلا بد من
المبادرة في أقرب وقت ممكن،فإن لم تطبع من قبل الحكومة تقدم إلى الجهات الخيرية
كرابطة العالم الإسلامي أو إلى الدول العربية للمساعدة على طباعتها.
وهناك مبادرات فردية مشكورة لبعض
المدرسين في كتابة هذه المقررات،كمبادرة الشيخ موسى كوندي، حيث قام بكتابة جميع
المقررات في مذكرات متفرقة على حسب الفصول وطبعت على نفقة بعض المحسنين،ولو طُورت
هذه المذكرات إلى كتاب مدرسي بعد مراجعتها من قبل الخبراء والمتخصصين لكان خطوة
مباركة نحو التقدم في ما يتعلق بالكتاب
المدرسي ولكن لو ترك الأمر هكذا لا يكون
سوى مبادرة فردية.
·
نقص
الكفاءة العلمية والتأهيل التربوي للمدرسين:المدرسين في المدارس العربية الفرنسية
في أمس الحاجة إلى التكوين والتدريب المهني،ويكون حل هذه المشكلة هو إقامة دورات
تدريبية تربوية لمدرسي مدارس العربية الفرنسية،وتكون هذه الدورات مستمرة دورية في
السنة ثلاثة مرات على الأقل.
إنشاء مراكز تربوية لتكوين المدرسين في
المدارس العربية الفرنسية والاهتمام بالتأصيل العلمي لدى المدرسين عن طريق تنظيم
المؤتمرات والندوات العلمية تعنى زيادة الرصيد العلمي لدي المعلمين وإقامة مسابقات الثقافية تخص المدرسين.
·
مشكلة
نقص الكفاءة الإدارية لمدراء ومشرفي مدارس العربية الفرنسية:
وحل هذه المشكلة يكون
بأمور،منها إقامة دورات تدريبية تربوية مكثفة في إدارة المدرسية لمدراء مشرفي
مدارس العربية الفرنسية ولو مرة في السنة.
وأن يكون هناك جوائز للتميز
الإداري في المدارس بحيث تكافئ المدرسة ومسئوليها على حسن إدارتهم لمدرستهم،ويعلن
عن المدرسة وحسن إدارتها في وسائل الإعلام تحفيزا لباقي المدارس ويكون على مستوى
الدولة.
توفير الأدوات الإدارية لمدراء
المدارس العربية الفرنسية؛لأن بعض المدراء والمشرفين لا تنقصهم الكفاءة الإدارية
ولكن ينقصهم الأدوات اللازمة لحسن الإدارة .
أن يستعين المدراء والمشرفين في
هذه المدارس على بعض المدرسين الذين لديهم الخبرات في الإدارة ولا يحتكروا جميع
المهمات في المدرسة إذ ليس بإمكانهم النجاح بمفردهم.
·
تعارض
تعليم المواد الدينية في المدارس العربية الفرنسية الحكومية مع مبدأ علمانية
الدولة:وحل هذه المشكلة هو أن لا نتنازل
عن المبادئ والثوابت الإسلامية مهما كلفنا الأمر،والمبادئ العلمانية تنص على حرية
الاعتقاد فلا مانع إذاً أن نعتقد بعقيدة الإسلامية بدون تحفظ، وأن لا نجامل أحدا على حساب ديننا وعقيدتنا أبدا.
وأن نبادر في بناء المدارس الإسلامية
غير مختلطة ثم نقوم بإقناع الحكومة بأهمية هذه المدارس في تطوير مستقبل التعليم في
الدولة وأنها تساهم في القضاء على الفساد الأخلاقي في المدارس والمجامعات وأخيرا
في الأسرة و المجتمع.
وأن يسعى أهل الفضل والخير إلى إقناع
الحكومة أهمية التعليم الإسلامي ولأن أغلب الحكام مسلمين ويحب خدمة الإسلام.